ما معنى اسمي يسوع والمسيح؟ ولماذا سُمِّي بالممسوح؟ ولماذا يُطلق لقب "يسوع المسيح" على نبي المسيحيين؟
- قبل الإجابة على السؤال لا بدّ من الإشارة إلى أن المسيح ليس مجرّد نبيّ، مع أن الكتاب المقدس يذكر أنه نبي، وكاهن، وملك. فالسيد المسيح هو الإله المتجسد، الذي حُبل به من روح الله. وهو المُرسَل من الله لأجل خلاص العالم وفدائه من الخطية. وهو الذي يطلق عليه الكتاب المقدس لقب "ابن الله". أما كلمة يسوع فمعناها "الله هو الخلاص". وكلمة مسيح تعني "الممسوح" أي الممسوح من الله، الذي جاء لهداية الشعب السائر في الظلمة. + عندما قرأت قصة ميلاد المسيح كما هي مدوّنة في الإنجيل الكريم، لاحظتُ في قول الملاك أنه بشّر بولادة يسوع ولم يذكر اسم المسيح، فلماذا؟ - لنرجع إلى الإنجيل المقدس لجلاء الأمر وذكر المناسبة التي قيلت القصة فيها. فلما كانت مريم أم يسوع مخطوبة ليوسف، قبل أن يجتمعا وُجدت حُبلى من الروح القدس. ولكن يوسف لم يدرك ذلك، وفيما هو متفكر في هذه الأمور، ظهر له ملاك الرب في حلم وقال له: لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك، لأن الذي حُبل به فيها هو من الروح القدس. وهنا بشره عن المسيح وقال له "فستلد (العذراء) ابناً وتدعو اسمه يسوع، لأنه يُخلص شعبه من خطاياهم" (متى 1 :21). وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل: "هوذا العذراء تحبل، وتلد ابناً، ويدعون اسمه عمانوئيل، الذي تفسيره الله معنا" (متى 1 :22-23). ونلاحظ من هذه الآيات أن الملاك، عندما بشّر بالمسيح، ذكر أنه سيُدعى "يسوع" لأنه يخلّص شعبه من خطاياهم. كما أن نبوة العهد القديم تشير إلى أن يسوع سيكون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا. وقد وردت كلمتا "يسوع وعمانوئيل" في الكتاب المقدس. + من أين جاءت كلمة "المسيح"؟ فإن الملاك لم يذكرها في بشارته عن ولادة يسوع، فهل يمكن ذكر أصل هذه الكلمة ولماذا استُعملت؟ - كلمة "مسيح" تعني الممسوح، وتشير إلى أن يسوع هو مسيح الله، أي الممسوح من الله. وهو المسيّا المنتظَر الذي تنبأ عن مجيئه أنبياء العهد القديم. وقديماً عندما كان يُتوّج ملك أو يُرسم كاهن، كان يُمسَح بالزيت علامة "المُلك" أو "الكهنوت". والمعلوم أن المسيح كان نبياً وكاهناً وملكاً. لم يُمسح المسيح من الناس لأنه ليس ملكاً أرضياً، ولكنه مُسح من الله لأنه ملك سماوي يملك على قلوب المؤمنين. فلفظة المسيح بالعربية "والمسيا" بالعبرانية، لهما معنى واحد وهو الممسوح. ويُقال ليسوع "المسيح" لأنه "مُسح بواسطة الروح القدس". ويُراد بهذه المسحة تعيينه وإعداده للخدمة. والكتاب المقدس مليء بالإشارات التي تشير إلى أن يسوع هو المسيح، حتى أن بعض هذه الإشارات وردت عن المسيح قبل أن يولد في بيت لحم ويظهر في عالمنا بالجسد. ففي العهد القديم عدد كبير من النبوات عن المسيح منها: ".. الرب يدين أقاصي الأرض ويعطي عزاً لملكه ويرفع قرن مسيحه" (1صموئيل 2 :10). و "أقيم لنفسي كاهناً أميناً يعمل حسب ما بقلبي ونفسي، وأبني له بيتاً أميناً فيسير أمام مسيحي كل الأيام" (1صموئيل 2 :35). وأيضاً ما ورد في سفر صموئيل الثاني "بُرج خلاص لملكه والصانع رحمة لمسيحه لداود ونسله إلى الأبد" (2صموئيل 22 :51). و "الرب عزٌ لهم وحصن خلاص مسيحه هو" (مزمور 28 :8). وهناك الإشارات العديدة في الكتاب المقدس التي تشير إلى أن يسوع هو المسيح. + أعتقد أن كل هذه الآيات وردت كنبوات عن المسيح في العهد القديم، فهل يمكن ذكر شيء عن كلمة "مسيح" وكيف وردت في العهد الجديد؟ - عند ولادة المسيح ظهر ملاك الرب للرعاة وبشّرهم قائلاً: "لا تخافوا، فها أنا أبشّركم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب، إنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الرب" (لوقا 2 :10و11). ويبدأ نسَب المسيح بالقول: "كتاب ميلاد يسوع المسيح ابن داود" (متى 1:1). وأيضاً في متى( 1 :18) نقرأ ما يلي: "أما ولادة يسوع المسيح فكانت هكذا.."، وأيضاً: "لأن الناموس بموسى أُعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يوحنا 1 :17). وهكذا نرى أن كلمة المسيح تقترن في معظم الأحيان بلفظة يسوع، وكلاهما يشيران إلى أن المسيح هو القدوس المرسل من الله لخلاص الإنسان.
إرسال تعليق