دكتور أمريكي أسلم على يد السيدة خديجة
في
زيارة خاطفة للدكتور زغلول النجار لي في البيت، دار الحديث عن قضايا كثيرة
للإعجاز، ومن ضمنها ذكر لي قصة لفتت نظر دكتور أمريكي دخل في الإسلام؛
بسبب قراءته لسيرة النبي محمد
صلى الله عليه وسلم، وقد لفت نظره الحوار الزوجي الذي دار بين النبي
الكريم والسيدة خديجة رضي الله عنها، وذلك عندما عاد من غار حراء، فقال
كلمته المشهورة: "زملوني، زملوني"، ثم سأل
السيدة خديجة عن الحدث، فقالت له مُطمئِنة: (كلا والله ما يخزيك الله
أبدًا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين
على نوائب الحق)..
فوقف هذا الرجل الأمريكي عند هذه الكلمات، وبدأ
يحلِّلها ويقول: عادة الزوجين في البيت لا يتجملون لبعضهم البعض، ولا
يذكرون مثل هذه الكلمات الرقيقة والراقية، وخاصة على حدث لا تعرف إن كان
صحيحًا أم لا. إضافةً إلى أن الزوجة أكبر من الزوج بخمس عشرة سنة، فلا شك
أن هذا يدل على عظم هذا الزوج، وأنه كان يعاملها معاملة متميزة؛ مما جعلها
تعامله بهذه الطريقة، والعلاقات الاجتماعية في الماضي لم تكن كذلك. إذن هذا
رجل غير عادي، ولا شك أنه نبي كريم، فأعلن دخوله الإسلام.
كنا
نتحاور في المواضيع التي سنتناقش بها في برنامج رمضان القادم على قناة
(اقرأ) الفضائية، وهو برنامج ثنائي بيني وبين الدكتور زغلول النجار بعنوان
"الإعجاز الاجتماعي في القرآن والسنة"، وعندما طرحت الفكرة على الدكتور
النجار عندما التقينا بالمدينة المنورة رحَّب بها وسعد كثيرًا، وقال لي:
أنا لم أتكلم بهذا الموضوع، وإنما تحدثت عن الإعجاز العلمي والتاريخي
والسلوكي وغيرها.
فعزمنا على خوض هذا المجال، وفعلاً عندما بدأنا
بالتسجيل استخرجنا معاني جميلة جدًّا، ولفتات كثيرة في القرآن والسنة في
الإعجاز الاجتماعي والأسري.
وبعد هذه الجلسة سافرت إلى مصر، وذهبت
إلى زيارته في بيته بالمعادي، وجلسنا نحضِّر لمادة البرنامج وتحضير الصور
والأبحاث العلمية التي خرجت بالغرب، وتؤيد الآيات والأحاديث التي تناولت
الجانب الاجتماعي في الإسلام، وكنا نتناول أطراف الحديث، فذكر لي قصة (آرثر أليسون)، وهو عالم بريطاني مهتم بأن يصل إلى نتيجة: هل وزن الإنسان والروح بداخله مثل وزن الإنسان عند موته وخروج الروح؟
فنشر
إعلانًا يطلب فيه متطوِّعين له ليقيس الطاقة عندهم، ثم بعد موتهم يقيس
الطاقة عندهم مرة أخرى، فلم يستجب له أحد، فاقترح عليه أحد الطلبة -وهو
مسلم- أن يجري أبحاثه على الإنسان قبل نومه وبعد نومه، فاستغرب الدكتور من
هذا الاقتراح، ثم قال له المسلم: لأن القرآن شبَّه النوم بالموت، فالنتيجة
واحدة، وقرأ عليه الآية: {اللَّهُ يَتَوَفَّى
الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا
فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى
أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} [الزمر: 42].
فلم يصدق الدكتور هذا الكلام، وبدأ بالأبحاث فعلاً، وصُدم بالنتيجة عندما
اكتشف أن النوم يساوي الموت، وأن طاقة الإنسان تقلُّ في حال نومه عن يقظته،
فدخل في الإسلام.
كما تحدثنا كثيرًا في كثير من القصص الجميلة والمؤثرة، والتي تفيد عظمة الإسلام في المجال الاجتماعي، ثم ذكر لي قصته مع (عجب الذنب) والاكتشاف الكبير الذي حصل فيه، وذكر لي عندما نشر مقاله في الأهرام ما هي ردود الفعل عليه.
المصدر: شبكة الإسلام اليوم.
إرسال تعليق