تحالف التنصير مع نظام “بن علي” ضد الاسلام في تونس – ج1
كتب / عصام مدير* – مشرف مدونة التنصير فوق صفيح ساخن:
بعد أن أسقطت الثورة الشعبية المباركة طاغية تونس، وإذ هي تحاول اليوم الحاق الهزيمة بنطامه الاستبدادي ومحو آثاره، فإنه مما يجب التوقف عنده والتنبيه عليه – لصالح الأشقاء الكرام في ذلك البلد العزيز على المسلمين والعرب – هو العلاقة الآثمة التي جمعت المدعو “زين العابدين بن علي” مع افاعي التنصير في الشمال الأفريقي المنبثقة من كنائسه البراغماتية حيث ترتع وتنتفع من اضطهاد الدعوة وتغييب العلم الشرعي ومحاربة كل مظاهر الالتزام بالاسلام، لاصطياد شباب المسلمين فرائس سهلة، بحسب ما عولت عليه ذئاب المنصرين في المنطقة.
ونسلط الضوء في هذا الملف (متعدد الأجزاء) على دراسات وكتابات وتقارير سابقة متعلقة بقضية حملات التنصير المسعورة على تونس وبتواطؤ كامل من حكومة المجرم بن علي الذي لم يكتف بتسليط التجويع والبطالة والفقر على شعبه وإنما أطلق عليهم، وهم مكتوفي الأيدي مكممي الأفواه، أنياب ومخالب وألسنة مروجي الكفر والردة عن الاسلام، تدعوهم للتنصر، محاربة من ذلك الطاغية للاسلام ولو باجتثاثه بالكلية من افئدة أحفاد الصحابي الجليل عقبة بن نافع رضي الله عنه!!
بداية كتب الأستاذ عبد الباقي خليفة* مقالاً تحت عنوان “التنصير في تونس يتحالف مع ثالوث الديكتاتورية والامبريالية والجهل بالإسلام” يقول فيه:
قضية التنصير في تونس، لاتختلف عنها في الجزائر فهي ليست بعيدة عن ثالوث الاغراء وهو المال، والتلبيس، والجنس. فالإغراء بالمال معروف، فكثير من الحالات التي تم كشفها في مهدها، استخدمت المال لاستمالة الناس إلى النصرانية. أضف إلى ذلك الإغراء بالذهاب إلى أوربا للعمل.ويضيف خليفة:
وتعمل المنظمات التنصيرية على نقل من يسقط في صنارتها إلى محاضن في الغرب، لتعيدهم بعد الاطمئنان على تشبعهم ببضاعتها لبلدانهم الأصلية مثل تونس لنشر النصرانية، مستغلة الظروف الصعبة التي تواجهها الدعوة الإسلامية في البلاد، بعدما تمكن العديد من اليساريين، ومن لا يهمهم أمر الإسلام من الوصول إلى مراكز حساسة في الدولة، تسمح لهم ليس فقط بتقديم المشورة السياسية والاجتماعية والذهنية فحسب، بل التأثير على القرار السياسي والتخطيط الاقتصادي والتوجيه الثقافي والاجتماعي.وعن هذه الفئة المعادية للملتزمين بالتوجه الاسلامي من السياسيين التونسيين يقول الكاتب:
وهؤلاء لا يهمهم إن كان الشعب التونسي مسلما أو نصرانيا أو يهوديا أو بوذيا طالما هم في مواقعهم. وربما زينت لهم أوهامهم أن انتشار النصرانية في تونس سيساهم في تطبيق نظريتهم الفاشلة ومخططاتهم لتغيير سمت المجتمع التونسي وثقافته ودينه. حتى أن أحدهم سأل كاتبا صحافيا أثار موضوع التنصير كيف يمكن لإنسان (تقدمي) أن يهتم بموضوع كهذا، وماذا يعني أن يدخل المسلمون في النصرانية !!!وأشار الكاتب إلى أنه إن كانت مسألة عرض الأموال لتنصير الشباب، يتكتم عليها في تونس، فإن ذلك ثابت فيما يتعلق بالجزائر.
وفي لمحة تاريخية على خلفية مشهد حملات التنصير في القارة الأفريقية بعامة وصلتها بالاستعمار الغربي وارتباطها بمصالحه وأطماعه، يقول خليفة:
أننا نجد شهادات على أن التنصير تم استغلاله من قبل الدول الامبريالية لتوسيع نفوذها في إفريقيا وآسيا إبان الحقبة “الاستعمارية” وحتى في الوقت الراهن وهناك مقولة تنسب لأحد القساوسة الأفارقة،ممن دخلوا في الإسلام حديثا يشير فيها لحقيقة ما يجري “كانوا يعطوننا الإنجيل ويقولون لنا أغمضوا عيونكم، وعندما نفتحها نجدهم قد استولوا على الأرض “واليوم تقع مساحات شاسعة من أراضي إفريقيا الخصبة في قبضة أولئك البيض الذين قدموا من أوربا لنشر النصرانية، ولكنهم في الحقيقة جاؤوا لتخدير الشعوب والسيطرة على ممتلكاتها. وقد يذكر البعض منا ما يحصل في بعض الدول الإفريقية من مشاكل مع أولئك المنصرين “المستعمرين”. فبعد أن نصروهم استولوا على أراضيهم. والآن يفرض الغرب حصارا على بعض تلك الدول للتراجع عن سياسة إعادة الحق لأصحابه الأفارقة.من هذه الصورة الكبيرة للمشهد التنصير في أفريقيا يعود الكاتب لتركيز عدسة تصويره بالكلمات على خارطة تونس إذ يقول:
الثابت هو أن الحركة التنصيرية تقوم على دراسات، وبحوث تستهدف مواقع الصراع السياسي، والحروب، ففي الحالة الأولى تكون الحكومات مستنفرة ضد الحركات الإسلامية وتبحث عن كل ما من شأنه إضعاف تلك الحركات. وتجد الأطراف التي سبق ذكرها من اليساريين، والراغبين في تبوأ المناصب ومراكز التأثير في المجتمع فرصتها للحديث عن “تجفيف منابع التدين” وهي السياسة التي اتبعتها تونس في عهد بورقيبة وأخذت شكل الايدولوجيا السياسية والمخطط الاجتماعي والسياسة الثقافية والإعلامية في عهد زين العابدين بن علي، فلم تعرف تونس ظاهرة التنصير بشكلها الأخطبوطي سوى في عهده. وقد شجع ذلك منظمات التنصير على المجئ إلى تونس وإرسال من تم تنصيرهم ليساهموا في مشروع ” تجفيف الينابيع ” سالف الذكر، وسيئة على حد سواء.ويضيف الأستاذ عبدالباقي خليفة:
وفي الوقت الذي يحارب فيه الدعاة وتطرد المحجبات من الجامعات ويسحب من فوق رؤوس الحرائر في الشارع،ويحشر الشباب المسلم في السجون، يتم السماح للتنصير بالعمل تحت لافتة ” الحرية الدينية ” بينما يحاصر المسلمون الملتزمون بدينهم،وتسد في وجوههم أبواب الرزق وتفرض عليهم الإقامة الجبرية،كما يفرض عليهم الحصول على ترخيص للتنقل من مكان إلى مكان آخر. فضلا عن محاربة الكتاب الإسلامي.ولو كان بمقدورهم وقف بعض الفضائيات من الدخول إلى أجواء تونس،أو مصادرتها كما يصادرون الكتب لفعلوا ذلك.ويسلط الضوء على من باتوا يسمون بـ “المتنصرين” من بعض شباب تونس المغرر بهم وإن كانوا شرذمة لا تكاد تذكر حتى الآن، فيقول الكاتب:
إلى جانب أكذوبة وجناية الربط بين النصرانية والتقدم، تبدو التبريرات التي ساقها بعض المتنصرين متهافتة وضعيفة وتبعث على الحزن. لا سيما وأن أبواب الدعوة إلى الله مغلقة وتحارب في تونس مما جعل الكثير من الشباب عرضة للخواء الروحي الذي يستغله التنصير وغيره، على مرآي ومسمع من النظام الحاكم في تونس. بعضهم قال إن ما دفعه للتنصير هو الوضوء، ومن المؤكد أنه لم يتوضأ في حياته قط، فالوضوء يعطي البدن طاقة، تم إثباتها علميا، ليس فسيولوجيا فقط، بل معنويا،وما يسمى بالقوة الداخلية. كما يشعر المؤمن بقوة روحية بعد الوضوء، وكل من جرب ذلك من المستحيل أن يقول عن الوضوء ما تفوه به ذلك “الضحية”.ولذا يؤكد الباحث في الشأن التنصيري في المغرب العربي بالقول:
لم يذكر أي من الضحايا سببا وجيها يمكن أن يكون مبررا موضوعيا، ولكن الجهل بالإسلام، وما تعيشه تونس من تضييق على الدعوة وعلى الدعاة وراء مأساة الإسلام في تونس.ويضيف والأسى يعتصره:
المأساة الأكبر أن بعض اليساريين، كتب مبتهجا كيف سيحكم الإسلاميون تونس، بعد تحولها للنصرانية. وهذا الشخص يهاجم الصوم وكل ما يتعلق بفرائض الإسلام وأحكامه.ويشير إلى دور فضائيات التنصير في تصعيد التحدي في ظل محاربة نظام بن علي للاعلام الاسلامي والدعوي بكافة وسائله، بالقول:
كما أن بعض الضحايا سقط في أحابيل فضائيات التنصير التي تتجنب أسلوب المناظرة مع علماء الإسلام، وتستغل الجهل بالإسلام لتكسب ضحايا جددا إلى جانبها “عشرات المواقع على شبكة الانترنت وبعض الأجانب له دور في أن تكون حركة التبشير في تونس نشيطة وتستقطب الشبان والشابات.ويشير الكاتب إلى سماح النظام الاستبدادي لمطبوعات وكتب تنصيرية بكميات كبيرة وفيها مطاعن صريحة مباشرة للدين الاسلامي وشخص الرسول صلى الله عليه وسلم:
والسؤال المطروح هو كيف دخلت هذه الكتب إلى تونس إذا لم يكن نظام 7 نوفمبر وبعض المتنفذين قد سمح بذلك، في الوقت الذي تحارب فيه الكتب الإسلامية، ويعلن وزير الثقافة مفاخرا أثناء معرض الكتاب الأخير بأنه رفض 8 آلاف عنوان اسلامي !!! كيف دخلت تلك الكتب إلى تونس، هل من تحقيق أمني، وتونس مشهورة في ذلك، أو ثقافي وهي لها اليد العليا في هذا المضمار يكشف للمسؤولين و للرأي العام حقيقة ما يجري، بدل أن تقول المعارضة رأيها في القضية.وينتقل خليفة إلى تناقض آخر من تناقضات المشهد التونسي حتى فترة قريبة جداً، – ولعل آثارها ما زالت على تراب ذلك البلد حتى بعد رحيل أو هروب بن علي غير مأسوف عليه – وهذا التناقض يتمثل في السماح للمنصرين الأجانب بالعيش والعمل والتحرك بالتنصير بمنتهى الحرية بين المسلمين في الوقت الذي يمنع فيه كافة الدعاة من الخارج كما حظر دخول الشيخ أحمد ديدات رحمه الله إلى تونس من قبل ورفضت الخارجية التونسية اعطاءه تأشيرة دخول!!
في هذا السياق يقول الكاتب:
و” هناك عدة مؤشرات ودلائل تؤكد أن بعض الأجانب بصدد القيام بدور ما في هذه الحركة،يتحدث عدد من متساكني مدينتي دوز وقبلي عن رجل إيطالي أنشأ مؤسسة لتعليم اللغة الإيطالية.. هذا الرجل نشيط في حركة التبشير”. وإذ كان أهالي هذه المناطق عرفوا بذلك فلا شك أن الأمن التونسي والسلطات التونسية تعلم بذلك فماذا فعلت؟ لا شئ!! فكل الجهود موجهة لحرب الإسلام والإسلاميين وربما التنصير من ضمن تلك الجهود.ويسوق عبدالباقي خليفة شهادات تنصيرية كدلائل على ما كتب إذ يقول:
وقد بلغت الظاهرة حدا أصبح فيه المنصرون يجاهرون بذلك ولم تحرك السلطات ساكنا “شهادات عديدة بلغتنا حول ما يقوم به بعض موظفي أحد البنوك في العاصمة من تنصير ودعوة للمسيح.ويخلص الكاتب إلى القول:
هذه الشهادات وصلتنا من عدد من أصحاب سيارات التاكسي ومن مواطنين جمعتهم الصدفة بهؤلاء،توزيع الإنجيل وتوزيع أقراص ممغنطة ” نيللي الكلاب ” وهي مبشرة تعمل ضمن “راهبات الفرنسيسكات” وهذه الجمعية لها مقر في تونس عنوانه موجود على شبكة الانترنيت تقول في رسالة لها نشرت على موقع هذه الجمعية:
” لقد ذهبت إلى تونس وتحديدا إلى عين دراهم، قرية في تونس” بذهنية تبشير الناس لردّهم إلى المسيحية (!!!)، أثناء زيارتي الأولى طرح عليّ رجل السؤال التالي… ” ما الفرق بين القرآن والإنجيل؟.. “ولأنه كان ممنوعا عليّ التكلم عن الدين والإنجيل وسط عالم إسلامي صرف. فوجئت بالسؤال ولكنني حاولت الإجابة ولاحظت أنهم عطشى ليتعرفوا علينا…”.وتضيف: “… الناس في تونس مختلفون عن اللبنانيين. لا يربطون بين الأمور الدينية والسياسية
ولا شك فإن ما تقوله هذه المنصرة، وما ذكره المصدر ينسف كل ما يقال عن أن التنصير في تونس ممنوع، وأن من يقبض عليه متلبسا بجريمة التنصير يطرد من البلاد فكل ذلك من الأكاذيب التي عاهدناه من نظام بن على الكذب، وكانت وعوده الأولى كذبة كبرى. فعناوين المنصرين معروفة وأرقام هواتفهم كذلك، فهم في حراسة وحماية نظام يحارب الإسلام، وليس مستبعدا أن يكون رأسه أو بعض رؤوسه على غير دين الشعب.ويترك خليفة هذا السؤال مفتوحاً على مصراعيه بآخر مقاله:
فكيف يسمى التنصير حرية تدين، والالتزام بأحكام الإسلام تطرفا ؟!!! إن لم يكن في الأمر في سر؟وأقول: قد أحسن الكاتب جزاه الله خيراً طرق هذا السؤال المفضي إلى عتبات الاجابة الواضحة وضوح شمس تونس الخضراء: التنصير لا يجد سوقاً رائجة له في مجتمعات المسلمين إلا إذا تعرضت للنكبات من حروب ومجاعات بشكل استثنائي مؤقت، أو ابتليت بانظمة استبدادية في المنطقة، شأنهم في ذلك شأن الغربان التي تحلق حول فرائس الحيوانات المفترسة لتهبط على بقايا ضحاياها.
ذلك أن التنصير ليس له قوة في ذاته أبداً ولا روحية، إنما تستمد حملاته قوة بيننا من ضعفنا على كافة المستويات، وتكون سطوته علينا بقدر تراخي قبضة تمسكنا بديننا وشرعنا السمح والعكس صحيح.
وبما أن التنصير قد كان ينشط في تونس مستغلا حاجة بعض الناس كي يفتنهم عن دينهم بالأموال وسائر المغريات، فإن ذلك مما يتنافي مع حرية الاعتقاد التي يتشدق بها المنصرون، لأن فاقد الأمن والحرية والعيش الكريم في نظام بن علي ممن قد تعرض للتنصير (ولو أن عددهم قليل جداً وبالكاد يذكر)، لا يصح أن يقال عنه أنه دخل النصرانية أو ترك الاسلام عن قناعة وادراك وبارادته كاملاً في ظل تلك الظروف المأساوية التي عبر عنها أبلغ وأفظع تعبير مشهد النيران التي اشعلها في نفسه الشاب التونسي محمد بوعزيزي، رحمه الله وغفر له.
وسواء أكانت مصيبة بعض الشباب في اقتراف كبيرة الانتحار وازهاق أنفسهم – أو اعتبرناه تجاوزاً تضحية لدى فريق يراه كذلك – فإن المصيبة الأكبر المسكوت عنها والتي لا يعلم عنها كثير من المسلمين ولا شك إنما هي المصيبة في الدين لدى فريق آخر من الشباب يموتون كل يوم ببطء…
بعد أن أدرك من تنصر منهم أنه كان مجرد بيدق تحركه أيدي خفية من وراء واجهات منظمات تنصير أجنبية مشبوهة تستخدمه وأقرانه ضد دينهم ومجتمعهم ووطنهم، إلى حين، ثم تتخلى عنهم بالكلية وتلفظهم فلا يعودوا نصارى ولا مسلمين الا منبوذين من هؤلاء وهؤلاء، تماماً كما تبرأت فرنسا من عميلها وحليفها الأول في بلاد المغرب العربي، فلم ترحب بهبوط طائرته بها ورفضت لجوءه لها، وكادت أن تطرد بقية من أسرة بن علي احتموا بأحد فنادقها…
فليت من يعتبر من الشباب حتى لا يُغرر بهم والله المستعان! وليت زوال هذا النظام الشرير يفضي في القريب العاجل ان شاء الله إلى انكسار شوكة حملات المنصرين المسعورة على بلد القيروان والزيتونة عسى أن تنطلق منها من جديد قوافل الدعوة والتصدي للمنصرين لا في تونس وحدها ولكن بطول وعرض الشمال الأفريقي وسائر القارة السمراء، وما ذلك على الله ببعيد!
وما تقدم هنا فإنما هو غيض من فيض تحديات التنصير بالميدان التونسي، ولكن مع فجر جديد يبشرنا بمزيد من الانتصارات على جبهة العمل لنصرة هذا الدين، خصوصاً وأن أهل تونس يحاولون جاهدين هذه الأيام تأهيل الأرضية الصلبة المهيأة لذلك كله من اقامة صروح ودساتير العدل أولاً ورفع الظلم واشاعة الحريات وفتح الميادين كافة…
فحق على كافة المهتمين بالدعوة ومقاومة التنصير نصرتهم بكل ما أمكن بذله مع التضرع والابتهال إلى الله أن يسدد رميهم وخطاهم وأن يحفظهم وبلدهم حتى يعود ذروة سنام للاسلام من جديد كما كان!
* كاتب واعلامي من مكة المكرمة. باحث في مقارنات الأديان وشؤون التنصير، من تلاميذ الشيخ أحمد ديدات رحمه الله.
* التنصير في تونس يتحالف مع ثالوث الديكتاتورية والامبريالية والجهل بالإسلام، عبد الباقي خليفة | 26/7/1429 هـ [موقع المسلم - اشراف الشيخ الدكتور ناصر بن سليمان العمر - رابط المصدر]
إرسال تعليق