د/ نبيل لوقا بباوى لـ «الغد»: من مصلحة الأقباط تطبيق الشريعةالإسلامية التى أعرفهاجيدا - العضوة @@حنين@@ هي صاحبة المشاركة
د/ نبيل لوقا بباوى لـ «الغد»: من مصلحة الأقباط تطبيق الشريعة الإسلامية التى أعرفها جيدا.
تحولت المادة الثانية من الدستور إلى صداع فى رأس الجميع على الرغم من أن المادة تم وضعها منذ أكثر من ربع قرن وحركت خلال هذه الفترة عشرات الدعاوى القضائية التى تطالب بإلغائها ولكن الوضع الآن بالطبع مختلف لأننا فى عصر الثورة التشريعية والتحول إلى الدولة المدنية وإضافة مبادئ المواطنة والمساواة وحرية العقيدة لنصوص الدستور لذلك كان طبيعيا أن تنبرى الأقلام فى الحديث عن المادة التى جعلت الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع وأيضا من الطبيعى أن يرفض جميع المفكرين الأقباط هذه المادة ولم يتوقف الأمر على المفكرين وحدهم بل أعلنتها الكنيسة صراحة على لسان المتحدث باسمها الأنبا مرقس أسقف شبرا والذى أعلن أن هذه المادة تتنافى مع مبدأ المواطنة وتتجاهل الأقباط وتجحف حقوقهم التشريعية.. وفى ظل هذا المناخ كان موقف المفكر القبطى المستنير الدكتور نبيل لوقا بباوى وكيل لجنة الثقافة والإعلام بمجلس الشورى .. جاء موقفه كالعادة معتدلا ومختلفا ولأن الرجل حاصل على دكتوراه فى الشريعة الإسلامية فقد كان طبيعيا أن يدافع عنها باستماتة مثلما حدث من قبل فى معظم كتبه وهو ما جعل بعض الأقلام القبطية المتعصبة تسئ إليه وتصفه بأنه شيخ وهابى وأنه عضو برلمانى معين خائف على كرسيه.. واجهنا أستاذ القانون ورجل الأمن السابق والبرلمانى اللامع بهذه الاتهامات وفتحنا معه الملفات الشائكة فكان هذا الحوار... ـ ـ بداية هناك اتهامات وجهت إليك لأنك تدافع عن المادة الثانية من الدستور ولا تطالب بإلغائها؟ ـ المادة 2 من الدستور لا يفهمها المتعصبون الذين يهاجمونها فهى تقول أن الشريعة الإسلامية مصدر أساسى للتشريع ولم تقل المصدر الوحيد للتشريع أى أنه توجد مصادر أخرى للتشريع بجوارها والشريعة الإسلامية ليست وحدها مصدر التشريع وهذا ما يحدث فى الواقع القانونى أن المسيحية لا تطبق عليهم نصوص الشريعة الإسلامية فلا يطبق على الأقباط الطلاق بإرادة منفردة ولا يطبق الخلع ولا تعدد الزوجات ولا يرث الذكر مثل حظ الأنثيين رغم أن هذه هى مبادئ الشريعة الإسلامية لذلك فمن حق الأقباط أن يغضبوا لو كانت المادة الدستورية تقول أنها المصدر الوحيد للتشريع وبالتالى يجبروا على أن تطبق مبادءها عليهم.. ـ ـ ولماذا لم تطالب بإلغاءها مثل باقى الأقلام القبطية؟ ـ لأن إلغاءها أو بقاءها لا يفيد الأقباط كثيرا إذا فهمنا المعنى الحقيقى للمادة علماً بأنها وضعت فى إبريل سنة 1980 ومن الناحية التاريخية الثابت أن الرئيس السادات وضعها لإرضاء التيار الدينى وإلغاؤها الأن سيمثل استفزازا للأغلبية المسلمة بدون مبرر. ـ ـ ولكنك قلت أن من مصلحة الأقباط أن تطبق عليهم الشريعة الإسلامية؟ ـ هذه حقيقة لأنه فى مسائل الأحوال الشخصية هناك مبدأ إسلامى متفق عليه فى جميع المذاهب الفقهية الأربعة. وأقره الرسول وهو أنه بالنسبة لأهل الكتاب "اتركوهم ومايدينون" أى اترك المسيحيين للانجيل واترك اليهود للتوراة والنص القرآنى فى سورة المائدة يقول وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه. ـ ـ ولكن دفاعك عن الشريعة الإسلامية جعل احدى المجلات القبطية تطلق عليك لقب الشيخ الوهابى. ـ ما يقوله المتعصبون لا يلتفت إليه لأنه لابد أن تسود ثقافة السماح والاعتدال وهذه هى المحبة التى دعت إليها المسيحية والاسلام وأنا حاصل على دكتوراه فى الشريعة الإسلامية لذلك أعرفها أكثر من هؤلاء الجهلة ولكنى مسيحى حتى النخاع لذلك أتحدث بمحبة عن الآخر ولابد لكل إنسان أن يحترم عقائد الآخرين حتى يحترموا عقيدته وإذا كان المتعصبون من الجانبين الإسلامى والمسيحى دأبوا على الإساءة للأنبياء والقديسين والرموز الدينية فلا يعنينى أن أرد عليهم أو حتى أفكر فيما يقولون لأنه حينما يساء إلى فى مجلة سبق وأساءت للاسلام والمسلمين وهناك أقلام متعصبة أخرى تهاجم البابا شنودة وشيخ الأزهر والمفتى بدون مبرر لأن فكر التعصب وتكفير الآخر موجود فى كل دين وكل المجتمعات طالما هناك اختلاف فى الرأى والحل الوحيد أن تضع قضية المواطنة فى الدستور وأن تكون ثقافة مجتمعية ونتكلم في المسائل الإتفاقية وتبتعد عن الخلافية والتجريح فى الآخر لأن المشاكل التى يردد المتعصبون أنها اضطهاد للأقباط هى مشاكل يعانى منها المجتمع ككل لأن المسلمين لا يعيشون فى قصور وبروج مشيدة بينما الأقباط فى مستنقعات.. المشاكل موجودة هنا وهنا والدولة ملتزمة تحل بالتوازى وباعتدال وبدون استفزاز للأغلبية المسلمة. ـ ـ ولكنك كتبت مؤلفات مثل "الارهاب صناعة غير إسلامية" و"محمد صلى الله عليه وسلم والخناجر المسمومة الموجهة إليه" و"زوجات الرسول بين الحقيقة والافتراء" أظهرت حبك للاسلام ونبيه بشكل أغضب المتعصبين للمسيحية".. ـ أنا مسيحى أكثر من هؤلاء لأنى مؤمن بأن الله محبة والمسيحية لم تدعو أحدا لأن يكره الآخر بل أن السلام هو حجر الزاوية فى المسيحية والاسلام والعقاد حين كتب عبقرية المسيح أيضا هاجمه المخربون وفى الإسلام لا يكتمل ايمان المسلم إلا إذا آمن بجميع الكتب السماوية والديانات الأخرى وفى سورة هود آية 118 يقول "ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين" وأيضا فى سورة الحج الآية 69 "إن الله وحده يحكم بينكم يوم القيامة فيما أنتم مختلفون فيه" لذلك علينا أن ننسى الخلاف والتصادم ونعمق ثقافة المحبة ويكفى أن نذكر أن عدد القتلى بين السنة والشيعة على مر العصور 20 مليون فهل هذا ما يدعو إليه الإسلام.. وعدد ضحايا معارك الأرثوذكس والكاثوليك على مر التاريخ 56 مليون فهل هذه هى سماحة المسيحية.. ـ ـ وما رأيك فى تشكيل حزب أو جماعة مسيحية توازى جماعة الإخوان المسلمين؟ ـ الرئيس مبارك طالب إضافة فقرة ثالثة فى المادة الخامسة بعدم إقامة أحزاب دينية وعدم السماح بأى نشاط سياسى على أساس دينى وتم الموافقة على هذا الطلب من حيث المبدأ فى مجلس الشورى وبأغلبية 316 صوتا فى مجلس الشعب وجارى صياغة المادة فى لجنة الشئون الدستورية وستعرض على الاستفتاء وهو ما يعنى استحالة قيام أى حزب على أساس دينى... ولكن الإخوان بيقولوا حنعمل حزب بدون ما نعرض على لجنة الأحزاب وهذا بالطبع تهريج لأنه لابد من إخطار الدولة حتى يسمح لهم بالترشيح للانتخاب وكذلك الجهاز المركزى للمحاسبات يراقب الميزانية وهل هناك تمويل من الخارج أم لا ... لذلك لن يكون هناك حزب لا إخوانى ولا مسيحى لأن الطائفية ستحولنا إلى لبنان جديدة.
إرسال تعليق