أن زنا المحارم فى الكتاب المقدس هو شئ واضح لكل قارء لهذا الكتاب واكثر المتهمين بزنا المحارم هم الانبياء وعائلاتهم ونحن بدورنا نكشف مايحتويه هذا الكتاب من قذف فى حق الانبياء وبما أن الكتاب يحتوى على كمية كبيرة من القصص التى تذكر زنا المحارم سنكتفى فى هذا البحث بذكر القصص التى وردة فى سفر التكوين على أن تكون لنا دراسة أخرى تشمل كل الكتاب وسيلاحظ القارء أن أكثر القصص تورد أسماء أنبياء كبار وهذا مايثير التسائل والاستغراب عن سبب ذكر مثل هذه التصرفات الشاذة ونسبها الى انبياء الله أن كتاب اليهود والنصارة بذكرهم مثل هذه التصرفات يفتحون الباب لفقدان الثقة بين الرب فى الكتاب المقدس الذى لايحسن أنتقاء أنبيائه وبين البشر المخدوعين بكتاب يثير الشهوة عند قرائته أى بمعنى أدق يعطون مثال لكى يقلده النصارة فى تعلم الفاحشة والزنا والشذوذ فبدل أن يتعرفوا على دينهم من كتبهم يجدون تصرفات أنبيائهم تشجعهم على ممارسة الرذيلة . نوح وابنه
Gen 9:20وابتدا نوح يكون فلاحا وغرس كرما. Gen 9:21وشرب من الخمر فسكر وتعرى داخل خبائه.
Gen 9:22فابصر حام ابو كنعان عورة ابيه واخبر اخويه خارجا.
Gen 9:23فاخذ سام ويافث الرداء ووضعاه على اكتافهما ومشيا الى الوراء وسترا عورة ابيهما ووجهاهما الى الوراء. فلم يبصرا عورة ابيهما.
Gen 9:24فلما استيقظ نوح من خمره علم ما فعل به ابنه الصغير
Gen 9:25فقال: «ملعون كنعان. عبد العبيد يكون لاخوته».
هنا نرى أن نوح بعد أن سكر من الخمر وطبعا هذه ليست من تصرفات الانبياء قام بالتعرى فقام إبنه بالنظر الى عورة أبيه وكما يفهم من النص أن إبن نوح نظر الى عورة أبيه بشهوة وألا ما الداعى أن يغضب نوح ويقوم بلعن كنعان الذين سيأتون من نسل إبنه وهذا مانراه بالعدد24 عندما استيقظ نوح من خمره وعلم ماذا فعل أبنه به فغضب ولعن احفاده ودعا أن يكونوا عبيد لأخوتهم فهل كان نوح منزعج فقط لأن ابنه نظر اليه وهو متعرى أم هناك شئ أخر يفهم من كلمة مافعل إبنه به فعندما يلعن نوح شعب كامل وهم أحفاده ويحقد عليهم بهذا الشكل يثير النص شكوكنا أن أبنه لم يكتفى بالنظر الى عورة أبيه بل عمل الفاحشة مع أبيه ولا تستغرف عزيزى القارء من هذا القول لانك ستكتشف هذا الامر عندما نذكر قصة لوط وبناته ولكن بتفاصيل أكثر وبما أن القصتان متشابهتان الى حد كبير كون النبى يكون واقع تحت تأثير الخمر فلابدد أن نستنتج أن النهاية واحدة لكلتا القصتين وإذا أخذنا القصة بسياقها كما وردة فى النص وقيام إبن النبى بالنظر الى عورة أبيه بشهوة ألا يفقدنا الثقة بهذا النبى الذى لم يستطع أن يربى إبنه ويحفظ عورته إنها اسئلة الى النصارة ما الهدف من ذكر هذه القصة فى الكتاب المقدس سوى أن تكون مثال لكم لكى تقلدوها وكما ورد بالمثل إن كان رب البيت بالطبل قارعا فشيمة أهل البيت الرقص. إبراهيم وزوجته
Gen 12:11وحدث لما قرب ان يدخل مصر انه قال لساراي امراته: «اني قد علمت انك امراة حسنة المنظر.
Gen 12:12فيكون اذا راك المصريون انهم يقولون: هذه امراته. فيقتلونني ويستبقونك.
Gen 12:13قولي انك اختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من اجلك».
Gen 12:14فحدث لما دخل ابرام الى مصر ان المصريين راوا المراة انها حسنة جدا.
Gen 12:15وراها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون فاخذت المراة الى بيت فرعون
Gen 12:16فصنع الى ابرام خيرا بسببها وصار له غنم وبقر وحمير وعبيد واماء واتن وجمال.

ابرام هو اسم النبى ابراهيم قبل ان يقوم الرب بتغيره بعد عدة فصول فى سفر التكوين فهو بالبداية كان يدعى ابرام وصار ابراهيم اما ساراى فالمقصود بها سارة زوجة ابراهيم وكما نرى من سياق النصوص أن ابراهيم طلب من زوجته أن تخفى حقيقة العلاقة الزوجية بينها وتدعى أنها أخته لكى لا يتم قتله بسببها عندما يرون أنها حسنة المنظر ولكن النقطة التى تستوقفنا فى هذا الموضوع هو تصريح وتمنى ابراهيم أن يكون له خير بسبب زوجته سارة عندما يراها المصرين فنرى كأن إبراهيم كان يتمنى أن يرى المصرين ساره ويأخذونها لكى يحصل هو على الخير الذى كان يتمناه عندما قال لها ليكون لى خير بسببك كما وردفى العدد12 وهذا ماحصل فعلا فقد اخذت الى بيت فرعون أما أبراهيم فقد حصل على مراده من غنم وبقر وحمير وعبيد ...الخ وهنا نرى الكتاب المقدس يرشدنا بطريقة غير مباشرة الى مبدأ الغاية تبرر الوسيلة فكانت غاية ابراهيم من البداية أن يحصل على الخير وهذا ماصرح به الى زوجته سارة مقابل أن تكون للمصرين لكى يتمتع فرعون بجمالها ومع مقارنة بسيطة بين هذه النصوص والواقع المسيحى المنحل أخلاقيا سيكتشف القارء سبب هذا الانحلال وعدم الغيرة لدى المسيحين فمن يتعلم من هذا الكتاب دينه لابد أن يكون بهذا المستوى من اللامبالات فى عرضه وشرفه.


لوط وإبنتاه

Gen 19:31وقالت البكر للصغيرة: «ابونا قد شاخ وليس في الارض رجل ليدخل علينا كعادة كل الارض.
Gen 19:32هلم نسقي ابانا خمرا ونضطجع معه فنحيي من ابينا نسلا».
Gen 19:33فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ودخلت البكر واضطجعت مع ابيها ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها.
Gen 19:34وحدث في الغد ان البكر قالت للصغيرة: «اني قد اضطجعت البارحة مع ابي. نسقيه خمرا الليلة ايضا فادخلي اضطجعي معه فنحيي من ابينا نسلا».
Gen 19:35فسقتا اباهما خمرا في تلك الليلة ايضا وقامت الصغيرة واضطجعت معه ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها
Gen 19:36فحبلت ابنتا لوط من ابيهما.
Gen 19:37فولدت البكر ابنا ودعت اسمه «مواب» - وهو ابو الموابيين الى اليوم.
Gen 19:38والصغيرة ايضا ولدت ابنا ودعت اسمه «بن عمي» - وهو ابو بني عمون الى اليوم.



وعندما نبدأ بدراسة قصة لوط وبناته ستتوضح لنا الصورة أكثر عن التعاليم الكتابيةحول زنا المحارم والحث على مزاولتها فهنا نرى الكتاب المقدس يرسم لنا الطريق ويضع خطة لمن تريد أن تمارس الزنا مع أبيها فالبداية لابد أن تقوم الأخت الكبرى بأقناع اختهاالصغرى أن تمارس الزنا كما ورد فى العدد31 ومن يقرأ كل الاصحاح سيكتشف أنها تكذب لانه كان هناك رجال فى الارض ولكن الكاتب يريد أن يوحى بغير ذلك لكى تكتمل قصته وبعدها يسقون أباهم الشيخ خمرا حتى يسكر وتمارس معه الكبرى الزنا أولا وفى اليوم الثانى تدخل الصغرى لتفعل مثل إختها ونرى الكتاب المقدس لايذكر القصة فقط بل يروى لنا النسب لأولاد الزنا وهو بمثابة أعلان وشهادة للطفل وهذا هو القانون الذى تبنته الدول المسيحية بسماح أنجاب الاطفال من دون زواج ونسبهم الى والديهم ولكن المشكلة هنا أن الاب والجد واحد والام والاخت واحدة والاخلاق ليس لها وجود بين دفتى كتاب يحوى زنا الأب وإبنته وينسبها الى انبياء الله الذين يحملون رسائله الى العالم أنها رسالة مزدوجة فهى من جهة تنزع الثقة بانبياء الرب ومن جهةأخرى تشجع على ممارسة الزنا بأعتبار أن بنات الانبياء يمارسونها مع أبائهم الانبياء .


ابراهيم ينكر زوجته سارة مرة ثانية


Gen 20:1وانتقل ابراهيم من هناك الى ارض الجنوب وسكن بين قادش وشور وتغرب في جرار. Gen 20:2وقال ابراهيم عن سارة امراته: «هي اختي». فارسل ابيمالك ملك جرار واخذ سارة.


ابراهيم ينكر سارة مرة إخرى وهذه القصة مختلفة عن التى ذكرناها فى البداية ولكننا نذكرها هنا لأنها بمثابة تأكيد من كاتب السفرعلى أن ابراهيم مستعد أن ينكر زوجته أمام أى ملك لكى تسلم حياته ونلاحظ أن أبراهيم تغير أسمه بناء على طلب الرب وكل من أراد أن يعرف عن القصة أكثر عليه أن يرجع الى سفر التكوين لاننا تحدثنا عن هذا الموضوع فى البداية.


أسحاق ورفقة

Gen 26:6فاقام اسحاق في جرار. Gen 26:7وساله اهل المكان عن امراته فقال: «هي اختي». لانه خاف ان يقول «امراتي» لعل اهل المكان «يقتلونني من اجل رفقة» لانها كانت حسنة المنظر.
Gen 26:8وحدث اذ طالت له الايام هناك ان ابيمالك ملك الفلسطينيين اشرف من الكوة ونظر واذا اسحاق يلاعب رفقة امراته.

Gen 26:9فدعا ابيمالك اسحاق وقال: «انما هي امراتك! فكيف قلت: هي اختي؟» فقال له اسحاق: «لاني قلت: لعلي اموت بسببها». Gen 26:10فقال ابيمالك: «ما هذا الذي صنعت بنا؟ لولا قليل لاضطجع احد الشعب مع امراتك فجلبت علينا ذنبا».


إن كاتب القصص فى الكتاب المقدس يأكد لنا مرة أخرى أن الانبياء كلهم ليسوا كفأ أن يحموا نسائهم بل هم على استعداد أن ينكرونهم مقابل المحافظة على حياتهم ولكننا نلاحظ فى العدد10 أن الملك ابيمالك وببخ اسحاق بسبب إنكاره رفقة وكلمة لولا قليل لاضجع احد الشعب معها تدل أن أسحاق لم يكن مهتم بحماية زوجته فان كان الملك لاحظ ذلك وخاف من الذنب أما اسحاق ابن ابراهيم فلم يكن مهتم بزوجته بل بحماية نفسه حتى لو غض الطرف عن زوجته وعرضها لخطر الوقوع بالزنا أو الاغتصاب وهذه غير مستغربة على اسحاق لان والده فعلها قبله مرتين والواقع المسيحى يشرح لنا بصورة حية فنرى الاخ والاب والزوج يغض الطرف عن تصرفات أهل بيته وهى كما نرى تعاليم موجود فى الكتاب المقدس بل برأى كباحث فى مقارنة الاديان أنها التعليم الاهم الذى يحافظ عليه المسيحين .


يعقوب وابنته

Gen 34:1وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب لتنظر بنات الارض Gen 34:2فراها شكيم ابن حمور الحوي رئيس الارض واخذها واضطجع معها واذلها.
Gen 34:25فحدث في اليوم الثالث اذ كانوا متوجعين ان ابني يعقوب شمعون ولاوي اخوي دينة اخذا كل واحد سيفه واتيا على المدينة بامن وقتلا كل ذكر.
Gen 34:26وقتلا حمور وشكيم ابنه بحد السيف واخذا دينة من بيت شكيم وخرجا.
Gen 34:27ثم اتى بنو يعقوب على القتلى ونهبوا المدينة لانهم نجسوا اختهم.
Gen 34:28غنمهم وبقرهم وحميرهم وكل ما في المدينة وما في الحقل اخذوه.
Gen 34:29وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل اطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت.
Gen 34:30فقال يعقوب لشمعون ولاوي: «كدرتماني بتكريهكما اياي عند سكان الارض الكنعانيين والفرزيين وانا نفر قليل. فيجتمعون علي ويضربونني فابيد انا وبيتي».



عندما وصلنا الى قصة النبى يعقوب بدأنا نتفائل عندما قرئنا أن اولاد يعقوب انتقموا لشرف إختهم بعد أن أذلها شكيم إبن رئيس الارض ولكننا نتفاجئ هذه المرة أن النبى يعقوب يغضب من أولاده لانهم إنتقموا لاختهم وحرروها من من بيت شكيم كما ورد فى العدد26 فالعدد30 يروى لنا مدى تكدر يعقوب وخوفه وجبنه ولو على حساب ابنته وكأن يعقوب كان احب على قلبه أن تبقى إبنته أسيره فى بيت شكيم ويذلها ويغتصبها على يتم إيذائه .


روابين ابن يعقوب يضطجع مع سرية ابيه

Gen 35:22وحدث اذ كان اسرائيل ساكنا في تلك الارض ان راوبين ذهب واضطجع مع بلهة سرية ابيه. وسمع اسرائيل. وكان بنو يعقوب اثني عشر: Gen 35:23بنو ليئة: راوبين بكر يعقوب وشمعون ولاوي ويهوذا ويساكر وزبولون.

روابين هو ابن يعقوب(الذى يطلق عليه اسرائيل كما سماه الرب) وتروى لنا القصة أن روابين يزنى مع سرية ابيه وإم اخوته ونحن لانستغرب ذلك بعد أن رأينا الذل والخوف على يعقوب بعد أن وببخ أولاده بسبب أنهما أنتقما لشرف اختهم فهو يسمع أن ابنه يزنى مع سريته أم أولاده ولايفعل أى شئ وكيف يستطيع أن يتكلم على الشرف والاخلاق وهو عارى منها كما يصفه الكتاب المقدس فمن تعلم أن يسكت عن أبنته ويمنع الاخ أن يدافع عن أخته فلا يرجى منه أن يحمى إم اولاده أو يمنع الزنا بين نسائه وأولاده .


الخاتمة : الحمدالله على نعمة الاسلام وعلى القرأن الكريم أنظر ياأخى المسلم على كتاب النصارة لتعرف قيمة النعمة التى منحنا اياها الله تبارك وتعالى فى كوننا مسلمين وأنت ياصديقى المسيحى إقرأ كتابك بحيادية واحكم هل يعقل أن يكون كتاب من الله يحوى هذا الكم الهائل من التحريض على الزنا ورسم صوره ولزقها بأنبيائه وكم أتمنا أن تعمل بحث فى القرأن والسنة الشريفة لترى مدى الفرق بين الاسلام العظيم والمسيحية فى وصف الانبياء عليهم افضل الصلاة والسلام وعلى نبينا محمد واله وصحبه وسلم ولاتنسونا من صالح الدعاء لوالدى واخر دعوانا أن الحمد الله رب العالمين