نقد الأنجيل من الألف إلى الياء - الكاتب: بريشيس
في البداية لا بد أن نذكر أن الأنجيل كلمة تعني "البشارة" بالعربية ، وأنه بعكس ما يظن المسلمون ، لم "يُنزل" إنجيل من الله ثم قام المسيحيون بتحريفه... بل إن المسيحين أنفسهم لم يقولوا أبدا أن كتابهم هذا من عند الله ، بل أن هذا الكتاب دونه عدد من الأشخاص المشهود لهم بالصدق، وذلك بتأييد من الروح القدس ، بهدف إيصال بشارة المسيح إلى بقية الناس الذين لم يشاهدوه ! أي أن المسيحيون أنفسهم يقولون أن من كتب الأنجيل هم بشر !!!!! وبالتالي فإن قصة التحريف الأسلامية تبدو مضحكة جدا لكل من له معرفة بالمعتقدات المسيحية !
كما يجب أن نوضح أن المسيحيين يؤمنون تماما بالعهد القديم الذي يضم كتب اليهود المقدسة، بل ويستشهدون به وبنبؤاته التي تحققت في المسيح "حسب إيمانهم" ، والتي كان قد ذكرها الأنبياء الذين جاءوا قبل المسيح ! إلا أنه في المقابل ...لا يعترف اليهود بالمسيح كنبي أو كمسيح منتظر ولا يعترفون بالمسيحية كديانة ، وما زال اليهود الذين وصل تعداد سنينهم لأكثر من العام 3000 ينتظرون المسيح الذي يقول المسيحيون أنه أتى قبل 2000 عام ! وبالتالي فإنه من المضحك أن نرى المسيحين يركضون وراء الأسفار الهزلية التي يحويها العهد القديم ، ويريدون إلصاق إلههم المتجسد باليهودية وإظهاره على أنه هو الذي كتب عنه الأنبياء السابقين وتحققت فيه النبؤات الكثيرة !
إن أسفار العهد الجديد هي سبعة وعشرون سفراً ... منها 4 أناجيل ، وسفر أعمال الرسل ، ورؤيا يوحنا ، و 21 رسالة إلى المؤمنيين الجدد من تلاميذ المسيح !
وهذة هي الأسفار التي تعتمدها الكنيسة الكاثوليكية ، ولكن هناك أسفار أخرى لم تعتمد لتدخل ضمن الكتب المقدسة ... وكان يتم تحديد أي من الكتب مقدس وأيها لا يعترف به بأقامة ما يسمى بـ(المجمع) الذي هو عبارة عن إجتماع أو مؤتمر لقادة رجال الدين المسيحين يتدارسون فيه الكتاب ، فإذا وجدوا فيه معلومات خاطئة أو تناقضات في ذاته أو تناقضات مع ما عرف من الكتب على أنه مقدس ، كان لا يعترف بهذا الكتاب .
وهنا تظهر المشكلة الأولى في دستور المسيحية ، فلو سلمنا أن من كتب هذة الأسفار كتبها بتأييد من الروح القدس ، فهل حالف الحظ كل (مجمع) عُقد لتحديد قدسية الكتب ، وحصل على تأييد الروح القدس ، أم أن من إتخذ مثل هذة القرارات المصيرية للمسيحية هو بشر يحتمل الصواب ويحتمل الخطأ ؟
هل من الممكن أن يكون هناك كتاب واحد على الأقل كُتب بتأييد من الروح القدس وبه ما يريد الله إيصاله للمسيحين ، ثم جاء مجمع ما ، ولم يعترف بهذا الكتاب ؟
إذاً ، هل فقدت "البشارة" الإلهية جزءاً من قيمتها وهدفها بحصول خطأ إنساني ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أكبر سؤال يواجه المسيحي المؤمن ، لو فتح عقله وأراد أن يكون منطقيا ، بدل أن يكون تابعا مطيعا للكنيسة الدجالة !
وسنبدأ الأن بإنجيل متى .. أول الأناجيل ترتيبا عندما نفتح العهد الجديد !
الأصحاح 1 :
في الأصحاح الأول يعرض متى لنسب المسيح ...
أول سؤال يخطر على بالي ... 1. كيف كتب متى هذا التسلسل ؟ ما أدراه بأن أمون ولد يوشيا وأن يوشيا ولد يكنيا ...؟
ثم 2. ما فائدة هذا السرد ؟
أسئلة ليست بذات أهمية ... لكن الأهم أن نحتفظ بهذا التسلسل لكي نقارنه بسرد أخر لنسب المسيح في إنجيل أخر !
ثم ... 3. إن النبي (الذي لم يحدد متى إسمه) قال : "هوذا العذراء تحبل وتلد إبنا ... ويدعون إسمه عمانوئيل ..." متى 23:1
أنا لست خبيراً في لغات تلك الحقبة من التاريخ .. لكن ألأ يختلف "عمانوئيل" عن "يسوع" ؟؟؟
4. لم يعرف يوسف مريم "حتى" ولدت إبنها البكر "يسوع" متى 24:1 ! فهل عرفها بعدها؟ هل إنتهى دورها؟ إذا كان دورها في القصة عمره أقل من 9 أشهر ثم عادت "العذراء" لممارسة حياتها الطبيعية.. فلماذا تحظى بهذا التقديس من الكنيسة الكاثوليكية ؟
ثم 5. هل معنى ذلك أن ليسوع إخوة أمهم مريم وأبوهم يوسف؟ من هم ؟ لماذا لم يذكروا في الأنجيل؟ ماذا حصل لهم فيما بعد؟
الأصحاح 2:
6. تبدو قصة المجوس من اعلى درجات الخزعبلات ! يعني يصعب أن أصدق ما نطقت به ألسنتهم : أين هو المولود ملك اليهود؟ فأننا رأينا نجمة في المشرق وأتينا لنسجد له !!!!!!
أولا : ما علاقة النجمة بولادة إنسان .. أي إنسان ؟؟؟
ثم كيف عرفوا أن المولود هو ملك اليهود ؟؟؟
ثم لماذا يسجد المجوس لملك ، لا لإله ؟؟؟
برأيي وبكل حيادية ، أقول أن هذا لحوار يبدو مفبركاً جدا جدا ! ولا يعقل ان يكون صحيحاً !
7. كُتب بالنبي : " وأنت يا بيت لحم أرض يهوذا لست الصغرى بين رؤساء يهوذا لان منك يخرج مدبر يرعى شعبي إسرائيل" متى
6:2
لكن هل كان يسوع مدبراً يرعى شؤون شعب إسرائيل ؟؟؟؟؟ لا ... مطلقاً ... نهائيا !!! وهذة من أكبر نقاط الخلاف بين المسيحية واليهودية .. المسيحيون يفهمون أن يسوع هو المخلص الموعود لليهود بطريقة روحية ... ولكن الكلام الحرفي للعهد القديم يدل على أن المخلص الموعود ، هو ليس مخلصا روحيا بل إنه ملك ومدبر وقائد ! فهل كان يسوع المسيح هو ذلك الملك والمدبر والقائد الذي إنتظره اليهود ؟؟؟
مرة أخرى .. الأجابة : لا !
8. إن قصة قتل هيرودس لكل الأطفال الذكور في بيت لحم وتخومها من إبن سنتين فما دون ، هي قصة تقشعر لها الأبدان ! لكن إنظر ماذا فعل الرب القدير ... لقد أوعز ليوسف أن يهرب بيسوع ومريم إلى مصر .. بينما ترك الأطفال ألبرياء يقتلون أمام أعين أمهاتهم ! فكم أنت قدير يا رب ، وكم أنت حكيم يا رب ، وكم أنت رحيم يا رب !!!!!!!!!!
الم يكن بمقدور الله العظيم ذو القدرة المطلقة أن يستثني الأطفال الأبرياء من هذة التمثيلية التي أراد لإبنه أن يكون بطلاً لها !!!؟؟؟
هل كان الله يستطيع على سبيل المثال أن يصيب الملك بالخرس قبل أن ينطق بالأمر ، أو أن يوقعه أرضا قبل أن يأمر بقتل أطفال لا حول لهم ولا قوه ، بينما يفر يوسف بإبن الله وينقذه من القتل ؟؟؟؟
9. بعد ذلك يظهر ملاك الرب ليوسف في الحلم ويطلب منه العودة إلى إسرائيل : " قم وخذ الصبي وأمه وإذهب إلى أرض إسرائيل ، لانه قد مات الذين كانوا يطلبون نفس الصبي " متى 19:2
فقام يوسف وسمع الكلام ، إلا انه غير رايه : "فقام وأخذ الصبي وأمه وجاء إلى أرض إسرائيل، ولكن لما سمع أن أرخيلاوس ملك على اليهودية عوضا عن هيرودس أبيه ، خاف أن يذهب إلى هناك"
يا سلام ، ملاك الله يقول ليوسف أن يذهب ، ثم يكتشف يوسف أن هناك خطر في المكان الذي ذهب إليه بأمر من الله نفسه ، والذي نُقل له عن طريق الملاك المحترم !!! لو كان هذا الملاك شغال عندي لطردته من الشغل ن أول يوم
10. بعد ذلك حصلت المصيبة الأكبر : "وإذ أوحي إليه في حلم :إنصرف إلى نواحي الجليل" !!!! يعني بالعربي كده : الله غير رايه
إيه يا عم ؟؟؟ في البداية تطلب من الرجل المسكين يوسف أن يذهب إلى مكان ثم يكتشف بنفسه أن في هذا المكان خطراً على الطفل يسوع ، ثم بعد أن يكتشف هو بنفسه ذلك ، توعز له أن يغير إتجاهه !!!!! إيه الكلام الفارغ ده
المصيبه هنا أن الله يغير رايه ، بناءاً على إستنتاجات يوسف ، فمن يقود الأخر ؟؟؟ والمصيبة الأخرى ، ألم يكن الله يعلم أن أرخيلاوس ملك على اليهودية بدل أبيه ؟؟؟؟ هل كان يحتاج إلى وصول يوسف إلى هناك ليعلم الله ذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
إذا الله لا يعلم المستقبل ، ولا يعلم الأمور التي تجري في أماكن لا يتواجد له فيها (أتباع) ، ويحتاج إلى إنسان ليخبره بمتغيرات الأمور في إسرائيل
فما رأيكم دام فضلكم ؟؟؟
أكتفي بأول إصحاحين من متى الأن ، فيكفيني رفع الضغط الذي أصابني نتيجة قرأءة الأنجيل لأول مرة منذ 1000 سنة
إرسال تعليق